سادية التطرف اليميني، ووجوب الخروج من دائرة الخطر.. بقلم معتز أبوكلام

سادية التطرف اليميني، ووجوب الخروج من دائرة الخطر.. بقلم معتز أبوكلام

(أنشر رسالتي ونصيحتي هذه غير مبالٍ بسوء ظن البعض أو الأكثرية، وغير متأثر بما قد يردني من كيل للإتهامات أو الشتائم من القاصي والداني بل أحتسبها في سبيل المحافظة على أمن وسلامة الناس وحفظ دمائهم والله من وراء القصد) أيها الأخوة والأخوات الأكارم.. ونحن في خضم أحداث مآساة نيوزيلاند الدامية المؤلمة، والمجزرة المروعة التي تجاوزت كل وصف في شدة عنصرية مرتكبها وحقده، وحقد أمثاله على كل إنسان ليس على شاكلتهم،،

..ونحن نعيش في بلاد الغرب سواءً في ( امريكا أو كندا أو نيوزيلاند أو أوروبا عموماً) كم يعتريني قلق وخوف بالغين على كل أم أو أخت أو زوجة أو ابنة وهي تتنقل على الطرقات في هذه البلاد الغربية مرتديةً الزي أو الحجاب الإسلامي التقليدي، نعم أشعر بالخوف.. بل بالخوف الشديد وبهواجس كبيرة.. ومع إحترامي الشديد لحرية كل رجل وامرأة في إختيار ما يقتنع أو تقتنع به من زي أو ملبس، لكن وفي زماننا ومكاننا الجغرافي هذا، وعملاً بالقاعدة الشرعية والتي للأسف أصبحت معطلة في كثير من الأحيان ومبدأها أن "الضرورات تُبيح المحظورات" فإن الحرية والمعتقدات الشخصية تتوقف هنا والإلتزام والورع يتحولان إلى تهور وخطر محدق. فالمرأة بحجابها تكاد تلقي بنفسها وبعائلتها في دائرة الخطر وهي بحجابها الساتر هذا تصبح هدفاً مكشوفاً لكل عنصري مباغت حاقد يبحث عن فريسة هنا أو هناك ليشفي بها حقده الدفين وقلبه الأسود.

لا شك أن بلاد الغرب عموماً تتسم بالتعايش والأمن والأمان وبضمان الحريات ولكن بروز معتوه عنصري واحد بأي لحظة من جحره، كفيل بأن يحدث خللاً أمنياً كبيراً في هذه المنظومة المتطورة الراقية وما حصل في نيوزيلاند الأكثر أمناً واستقراراً ووقوع تلك المجزرة المروعة بدم بارد على أراضيها أكبر مثال على ذلك. لذلك.. وكما أن المرأة بطبيعتها تحافظ على عفتها فلا تُظهر مفاتنها، فمن واجبها أيضاً أن تأخذ بالأسباب الممكنة لتحافظ على سلامتها وسلامة ذويها عندما تقتضي الحاجة لذلك.

ولحساسية الأمر، سأدخل في صلب الموضوع، وحسبي أن الغاية والمقصد واضحين جليين لكل قارئ واعٍ لما يقرأ، وأرجو أن لا يظن البعض بأنني أتصيد بالماء العكر لإخراج الناس عما يرونه من أساسيات دينهم أو أنني أسعى لا سمح الله لأشكك المرأة بما تراه ركنا من أركان عبادتها، ما عاذ الله أن يكون هذا الهدف أو المقصد.

وعليه ومن باب الحرص والشعور بالمسؤولية ولدرء الفتن والمخاطر والنزعات الإرهابية العنصرية اليمينية المتطرفة المتربصة، أرى أنه من الواجب أن تتخذ كل امرأة والمتحجبة على وجه الخصوص الحيطة والحذر {وأهيب بها أن تعدل من زيّها ما أمكن وترتدي قبعة أو طاقية بدلاً من حجابها التقليدي} الذي من شأنه أن يصنفها ويعرضها ويعرض زوجها وأولادها وأهليها للخطر في هذا الزمن الحافل بالمخاطر خاصة وأن موجات القادمين من الشرق قد اجتاحت بلاد الغرب بكثافة ويبدو أن هذا الأمر قد هيج حفيظة كل حاقد وأوقد نار الكراهية في صدره، فمن الواجب بمكان أن نتحاشا كل ما من شأنه استفزاز اولئك الحاقدين القتلة، وأنا هنا لا أحاول إطلاقاً أن أرمي باللائمة على الطرف المجني عليه. ولكن أناشد الجميع لتوخي الحذر حتى لا نترك لأولئك العنصريين مبرراً لفعلتهم النكراء وأيضاً لكي لا تنجرف الأمور وتتحول إلى ثارات عنصرية نكتوي بنارها جميعاً ولا طاقة لأحد على إطفاء نارها،

كما وأتوجه أيضاً برسالتي هذه، لبعض الرجال لأدعوهم أن يخففوا من مظاهر التدين المبالغ فيها حتى لا يضعوا أنفسهم وأهليهم في دائرة الخطر، فمن أراد أن يُطيل لحيته ويُحنيها ويضع عمامته ويقصر ثوبه فالأولى به أن يقصد بلاد الحرمين أو أفغانستان وباكستان للعيش فيها، لكن إظهار هذه الطقوس في بلاد الغرب، لا مبرر له والتقرب إلى الله يكون بالأفعال لا بالأشكال والهيئات، بل في ظروف كهذه قد يعتبر هذا استفزازا وتحريضاً لكل عنصري معتوه ناهيك أن ذلك قد يثير حتى حفيظة المعتدلين منهم. وقد تابعنا جميعاً عبر وسائل الإعلام حجم مناصري ذلك السفاح الأجرم وتعدادهم بالملايين والأحزاب اليمينية موجودة في سائر بلاد الغرب ولها مناصريها في كل العالم ولا نستبعد أن يأخذ التهور والطيش بشرذمة من أولئك المتطرفين الإرهابيين ليحذوا حذو بطلهم المجرم ويكرروا تلك المجزرة الدامية، خاصة وأنهم مطمئنون أن أحكام الإعدام والتعذيب في السجون ملغات من دساتير بلادهم وأن الحياة في سجونهم غير رادعة حتى لو كانت مؤبدة، بل هي لهو ورتع ورياضة ومطالعة ثم نوم عميق،، والطامة الكبرى أن أولئك في سريرتهم مؤمنون بأنهم أبطال وبقتلهم للآخر إنما يتقربون إلى ربهم زلفى وأنهم بذلك يدافعون عن حصون بلادهم. فهل من الحكمة أيها السيدات والسادة أن ندل الدُب على الكرم والذئب على الغنم!! فما بالكم عندما يكون الدب أو الذئب، سفاح عنصري إرهابي يميني متربص مسلح كسفاح نيوزيلاند... أخيراً.. أرجو من الله العالِم بالنوايا وحده، أن تكون رسالتي ونصيحتي الخالصة هذه سبباً في ضمان سلامة الناس وكف الأذى عنهم ولو عن طفلٍ واحدٍ أو رجلٍ أو امرأة. {..مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..}

مواضيع ذات صلة