دعوة إلى السلام بقلم د. عمر الشريف

دعوة إلى السلام بقلم د. عمر الشريف يا قادة العالم ندعوكم للسلام، ندعوكم لوقف الدمار والقتال والنزيف والدماء، لوقف ويلات الحروب وإنقاذ ملايين الأطفال، لنبذ العنف السياسي، لنشر المحبة والأمان، لقتل الخوف والفقر والجوع، لوقف إنتاج أسلحة الدمار الشامل، لوقف المآسي البشرية وإنقاذ الأجيال المقبلة، ورسم البسمة على الشفاه. ندعوكم للسلام الذي هو أسمى الأهداف التي تسعى إليه جميع الشرائع السماوية، وغاية كل إنسان، فهو مطلب أساسي لتقدم الشعوب، ولممارسة حياة طبيعية كريمة، فنآمل إحترام الإنسان وحماية حياته، والتخفيف من معاناته، ووقف الانتهاكات التي تمارس في حقه، ووقف الاضطهاد العنصري والديني والتهجير القصري، ومد يد العون لعودة اللاجئين والمشردين. دعوة إلى حوار الحضارات والثقافات وتعزيز التنوع الثقافي، وإحياء التسامح الديني وقبول الآخر، فرفض العيش مع الآخر وقبول المختلف أغرق مجتمعاتنا في مستنقعات من الكراهية والتفرقة والعنصرية، ما أوصلنا إلى شلالات الدم التي تغتسل بها شعوبنا يومياً، وحوار الحضارات ليس معناه ان تُسلم حضارة بما لدى الحضارة الآخرى بل بحث القضايا الخلافية بين الحضارات، لتقليل المسافات بين البشر، فالحوار هو الوسيلة الفضلى للتعايش بين الأمم ونشر السلام وتعزيز الإستقرار. نأمل في حياة آمنة لا يتحكم فيها سياسيات كبرى جائرة اعتادت التسلط والهيمنة، ولا يتحكم فيها أصحاب مصانع السلاح وتجار البشر الذين لا يريدون استقرار دول العالم حتى لا تتوقف مصانعهم عن الدوران، تلك التجارة الهائلة التي تشير التقديرات بأن المبالغ التي تنفق لشراء الأسلحة حول العالم تترواح بين تريليون ونصف واثنين تريليون دولار سنوياً، فهي تدر بالمليارات للمتعاملين فيها، ليس هذا فحسب بل أن اقتصاد بعض الدول قائم على هذه الصناعة بشكل رئيسي. والعجيب أن الدول النامية والفقيرة هي المستورد الأكبر للسلاح في العالم، وتجارة السلاح لا تزال هي السبب الرئيسي للفقر في العالم لأن المبالغ التي تدفع على شراء السلاح عالمياً تستطيع القضاء على الفقر، وتشير التقديرات بأن ما يقرب من 90 % من الضحايا في الصراعات المعاصرة من المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال. لم يبق من السلام غير يوم السلام العالمي الذي يحتفل به العالم يوم 21 سبتمبر من كل عام بموجب قرار أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1981م، من أجل تعزيز مفهوم ثقافة السلام بين الدول، فالسلام هو الأصل في العلاقة بين الناس بينما الحرب هي حالة استثنائية، لكن اليوم في مجتمعاتنا التي مزقتها الحروب أصبح السلام هو الاستثنائي، فبلوغ السلام يحتاج إلى تزكية النفس وطهارة الروح، السلام ضحكة لن تزول أبداً، لعن الله العنصرية والطائفية.

مواضيع ذات صلة