المواد المستخدمة في العمارة الإسلامية بقلم الباحثة هلا قصقص

المواد المستخدمة في العمارة الإسلامية بقلم الباحثة هلا قصقص

قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ﴾ سورة الحجر 16، وقال أيضاً : ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾ سورة الصافات 6، والمصدر لمعظم الزخارف الهندسية الإسلامية هو الدائرة، ويستخدم القطر كخط أساسي للوحدة حيث يقسم المحيط مراعياً نظاماً، ومحدداً تناسباً، ومصدر الإلهام للمزخرف الإسلامي في استنباط الدائرة كمصدر أساسي في زخارفه، ناتج عن عقيدة الإسلام، حيث الكعبة هي مركز لدائرة كبيرة تحيط بالمسلمين في شتى أنحاء العالم، ويتجهون في صلاتهم صوب الكعبة . إن استخدام أشكال الأغصان والأوراق النباتية في تكوين صيغة الزخرفية النباتية كان غرضه إظهار صورة تعكس البيئة التي توجد فيها هذه النباتات، وقد تطورت هذه الزخارف حتى أصبحت تجريدية، أي أصبحت آلة للتفكير والتأمل، فالتجريد هو الشرط الأول للطبيعة التطورية في آلية الفن الإسلامي، فعلى الرغم من أن الحديقة الإسلامية تبدو ذات مخطط بسيط ومتقشف حتى الزهد، على صعيد العناصر المكونة لها، إلا أنه يبدو لنا من جهة ثانية أنها وافرة الثراء حتى الغنى الباهر، على صعيد العناصر المادية، وإذا أردنا أن نحصي هذه المواد فإننا نحصل على قائمة مذهلة من حيث الغنى المادي، فنحن أمام الذهب والفضة والنحاس والخزف والفسيفساء والرخام والعاج والطين والحجر والجص والخشب والزمرد والياقوت والفيروز، وما إلى ذلك من أحجار كريمة، تحولت فيما بعد إلى ألوان وخطوط وحروف وأقواس وأشكال هندسية.

ونذكر من أهم هذه المواد التي استخدمت :

• الجص : أسلوب من الإكساء يقوم على نقش كتلة الجص بأشكال نباتية أو هندسية أو كتابية، واستعمالها كعنصر تزييني على الجدران الداخلية للحديقة الإسلامية، واستعملت بكثرة في قصر الحمراء بغرناطة.

• الحجر والرخام : للرخام دور كبير في إنشاء العناصر البنائية للحديقة الإسلامية كالنوافير والجلسات وغيرها، كما استخدم لرصف الممرات والأفنية الداخلية، وتزيين الجدران الداخلية للحديقة وما شابه ذلك من الأعمال الزخرفية.

• الزليج : إن فن الزليج ينحدر من الفسيفساء البيزنطية المصنوعة من الحجر الملون والإسمنت، وهو عبارة عن مربعات من الطين المحروق قياسها 10×10سم، مطلاة بالمينا، وتجمع وفق تخطيط بارع لتشكل زخرفاً لتخطيط يخضع للقواعد التقليدية بها المخططات الناظمة والتي تسير عليها جميع الفنون الإسلامية، إن الزليج ما هو إلا نوع من السيراميك المصقول، المشكل بأشكال مختلفة لإنتاج أشكال هندسية و زخرفية وخطية أبدع الحرفيون المغاربة في صقلها واختيار ألوانها وأشكالها الحرفين المغاربة مما جعل لها الأثر الأكبر في فن العمارة الإسلامية الطراز في الأندلس، فبعض التحف الفنية الموضوعة على جانب براعم الورد وعلى حواف الطرق الحدائقية كما اقترحت سابقا قادرة على إضفاء الكثير من التأثير، أما فيما يتعلق بالمساحات الكبيرة من الزليج فنجدها في المغرب العربي حيث يتم إكساء جزء من الجدار لا يزيد طوله عن المتر ابتداء من الأرض بالزليج، من أشهر الألوان التي تستعمل في الزليج الألوان الرقيقة كالأحمر القاني والأزرق والأخضر – ليس اللونين الفاتحين – ولكن اللونين يظهران وكأنهما انتزعا لتوهما من الأرض.

• القاشاني : اسمه الشائع (القيشاني)، وهو عنصر زخرفي من الخزف الملون المطلي بالزجاج، أو من ألواح الآجر المكسو بطبقة رقيقة من الغضار الصيني الملون، تنسب كلمة القاشاني إلى مدينة (كاشان) الإيرانية القريبة من أصفهان، وشاع القاشاني بشكل كبير في العمارة الإسلامية في بلاد فارس .

مواضيع ذات صلة