تفشي ظاهرة المذيع السئيل

..ابتلي الناس وفي مناطق عدة من العالم ومنها كندا بظاهرة المذيع (السئيل.. أو الغليظ..) يلي (مالو شغله ولا عمله)، فقرر فجأة يطلع لايف ويعمل "مذيع".

في بلد مثل كندا، نعلم بأن أحدنا إذا أحب أن يذهب في يوم العطلة إلى بحيرة اونتاريو مثلاً، ليمارس هواية صيد السمك بسنارته الصغيرة، فسيحتاج لإستخراج رخصة رسمية، لكي تسمح له "السمكات الوديعة" بوضع سنارته في مائها. لكن! كيف يُسمح لكل من استظرف نفسه أن يقتحم وسائل التواصل الإجتماعي بهذا الشكل المتطفل ويفرض "غلاظته" على الناس فيظهرعليهم فجأة ودون استئذان بحديث غير مفيد وطوال فترة التصوير لا يمل من تصوير وجهه ليغطي بأنفه كامل الشاشة. ثم جاء وباء كورونا و"جاب" معه دفعة أخرى من ممتهني الظهور والتحليل والتنظير، مما اضطر الكثيرين، ممن حدثوني، إلى تفعيل ميزة عدم المتابعة على الفيس unfollow ليريح دماغه وسمعه وبصره من المتابعة وهدر الوقت.

رجاءً.. إذا كانت القوانين لا تفرض عليكم رخصة كرخصة صيد السمك فعلى الأقل تثقفوا قليلاً في هذه المهنة وارتقوا بها حتى لا تكونوا سبباً في تدني وانحدار الذوق العام أكثر مما هو منحدر ومتدني. أو اكتفوا بممارسة هواية الظهور والتظارف بين أهليكم ومعارفكم. ولكن ولكي لا نعمم هناك بضع محاولات ناجحة وجادة، تُغني وتفيد أبناء الجالية إلى حد ما، وتستحق المتابعة والتقدير مادامت تحترم عقل وذوق المتابع ووقته. أخيراً.. ومع تزايد فورة وسائل التواصل الإجتماعي وصرعة التصوير السلفي والطلعة لايف، وانتشار جماعة "منشان الله شوفوني"، أصبح من الضروري بمكان وضع ضوابط وعرف إجتماعي لكل من يريد أن يستخدم هذه الميزة التي باتت مقيتة لكثرة سوء إستخدامها.

وكما أن الشعوب الراقية تحافظ على نظافة طرقاتها من الأذى، فمن باب أولى أن تحافظ أيضاً على الذوق العام من أن ينحدر به "الغلاظ" المتطفلون.

بقلم الكاتب معتز أبوكلام

رئيس تحرير مجلة وموقع أيام كندية

مواضيع ذات صلة