الشلل الرعاش والخروج من التابوت إعداد د.محمد فتحي عبد العال

الشلل الرعاش والخروج من التابوت إعداد د.محمد فتحي عبد العال الشلل الرعاش أو باركنسون (Parkinson's Disease) هو مرض مزمن، مما يعني أنّه يستمر لفترة زمنية طويلة، كما أن أعراضه تتفاقم بشكل أسوأ بمضي الوقت.تم وصف هذا المرض لاول مرة من قبل الطبيب البريطاني ( جيمس باركنسون) في عام 1817، اذ اعتبر هذا المرض مرض خطير مصحوب بالرعاش، وتصلب العضلات، وصعوبة في المشي. وياتي هذا المرض في المرتبة الثانية للامراض الاكثر شيوعا بعد مرض الزهايمر مما دعا الي تخصيص يوم الحادي عشر من أبريل يوما عالميا للتوعية بالشلل الرعاش وبحسب الدراسات فإن خطر الإصابة بالمرض يتزداد بمضي العمر، حيث أن أعراضه تبدأ بالظهور بعد سن الـ 50 في غالبية الحالات. ولكن الاخصائيين يؤكدون ان هذا الامر لا يعني عدم احتمال الاصابة في سن مبكرة، إذ بينّت الدراسات ان نسبة 10 في المئة من مرضى الباركنسون أصيبوا بالمرض قبل سن الـ 40 ويصيب المرض الرجال والنساء على السواء الا أن الرجال أكثر عرضة له من النساء . ومن أشهر من أصيب بهذا المرض الملاكم المشهور محمد علي والذي أدى دوراً فعالاً في نشر الوعي حول مرض باركنسون، إذ قام وزوجته في عام 1997، بتأسيس مركز محمد علي لمرض باركنسون في فينيكس، أريزونا، لتوفير الرعاية للمصابين بهذا المرض. وترجح الفرضيات العلمية ان للباركنسون علاقة بالوراثة حيث تمكن العلماء من عزل جينات مثل جين (باركين) الذي يلعب دورًا في الإصابة بالمرض. ويذكر ان مرض باركنسون يسبب ضمور خلايا المخ في المنطقة التي تسمى "المادة السوداء Substantia nigra" والتي يفرز منها الدوبامين( Dopamine) وهي مادة كيميائية سائلة تستخدمها الخلايا العصبية للاتصال ببقية خلايا الدماغ الأخرى مما يتترجم عنه في النهاية الحركة السلسه الطبيعية. لذلك فان مرض باركنسون قد يحدث بسبب انخفاض في افراز الدوبامين في الدماغ. وهذا يؤدي الى حدوث مشاكل حركية و تأخذ أعراض مرض باركنسون في الظهور تدريجياً حيث تبدأ بارتعاش إحدى اليدين ولهذا يطلق عليه اسم (الشلل الرعاش) وتبدأ عادة الأعراض في جانب من الجسم ثم لا تلبث أن تنتشر إلى الجانب الآخر من الجسم، ويجد المصاب عادة صعوبة في المشي وقد يصبح مقعدا مما يضطره الي استخدام الكرسي المتحرك ، كما يجد صعوبة كبيرة في مسك القلم والكتابة بوضوح ، وكذلك يفقد القدرة حتى على زر أزرار ثيابه بالاضافة الي بعض التغيرات الادراكية التي قد تحدث مثل ضعف الذاكرة او ضعف في التركيز والتغيرات النفسية المرتبطة بتقلب المزاج، والشعور بالاكتئاب وقد تظهر لدى بعض المرضى ايضا اضطرابات بولية، واضطرابات النوم ويتغير وجه المريض حيث تبدو الأعصاب في الوجه متصلبة. وعلاج مرض باركنسون يعتمد على إيجاد بديل للمادة الكيميائية (DOPAMINE ) السابق ذكرها انفا وقد بدأت تجربة العلاج لهذا المرض مع مشاهد قاسية ومشاعر يكتنفها الحزن ل (أوليفر ساكس) طبيب الأمراض العصبية الشهير في كتابه (الصحوات) (Awakenings) الصادر عام 1973، والذي تم تحويله الي فيلم يحمل ذات الاسم في عام 1990 والذي رصد فيه التجارب الانسانية لمرضي الشلل الرعاش خلال عمله و معاناتهم لعقود طويلة فيصبح المريض حبيس جسده ولا يستطيع أن يتحرّك أو أن يتكلّم كما لو كان سجينا بتابوت غير أن هذا المصير المؤلم قد غربت شمسه في صيف 1969، حينما قام (أوليفر ساكس ) بتجربة دوائه L-DOPA على المرضى، وفيما يشبه المعجزة عادت الحياة مرة أخري للخفقان لدي هؤلاء المرضي ، إلا أنه من المؤسف أن حالة الصحوات الجسدية كانت قصيرة الأجل. يمكن للعلاج الدوائي ان يسهم في التغلب على أعراض المرض وذلك برفع مستوى الدوبامين في الدماغ. يشار، هنا، الى ان لا فائدة من تناول الدوبامين نفسه حيث لا يستطيع الدوبامين المتواجد في الدم عبور الحاجز الدماغي. والدواء الاكثر شيوعا لمعالجة الباركنسون هو ليفودوبا وهو دواء يتحول إلى دوبامين في الجسم وعادة ما يعطى ليفودوبا مقترنا مع كاربيدوبا حيث يؤَخِّر الكاربيدوبا تحويل الليفودوبا إلى الدوبامين حتى يصل الدماغ. مضادات الكولين قد تساعد على السيطرة على الهزّة والصلابة. عقاقير أخرى، مثل البروموكربتين و بيرجوليد تؤدي دور الدوبامين في الدماغ، مما يجعل الخلايا العصبية تتستجيب كأن الدوبامين موجود. كما أن مضاد الفيروسات (الأمانتادين) تسهم أيضا في تقليل الأعراض.

هناك أدوية عشبية لعلاج هذا المرض ومن أهم هذه الأعشاب المستخدمه والتي ثبتت فاعليتها:

• الفول Fava bean : وهو من المصادر الطبيعية ل L-DOPA وهي المادة التي يتكون منها الدوبامين وفي مرض باركنسون يحدث خلل في التوازن في الدماغ بين مادتين كيميائيتين وهما دوبامين والأسيتايل كولين نتيجة تلف الخلايا التي تنتج مركب دوبامين، فإذا كان الدماغ لا ينتج دوبامين فإن تناول الفول الذي يحتوي على (L-DOPA ) يعوض هذا النقص وللحصول علي الجرعه الكافيه من (L-DOPA) يجب تناول ما لا يقل عن رطل من بذور الفول يومياً أو ربع هذه الكمية من الفول المنبت مع تناول دواء لعلاج الغازات التي قد تصاحب تناول هذه الكمية من الفول.

• زيت زهرة الربيع المسائية: حيث أن تناول ملعقتان صغيرتان من الزيت لمدة شهرين يؤدي الي نتائج مشجعة مع المرض حيث يحتوي الزيت على كمية قليلة من الحمض الأميني (تربتوفان) والذي يزيد من فاعلية مركب (L-DOPA) الا أن البذور المطحونة تحتوي علي كمية أكبر.

• الجنكةGINKGO : والذي يحسن الدورة الدموية في الدماغ ناقلاً كمية أكبر من مركب (L-DOPA) إلى المناطق المحتاجة له. ويمكن استخدام ثلاثة كبسولات يوميا من الجنكة كل واحدة تحتوي على ما بين 300إلى 500ملجم.

مواضيع ذات صلة