الوطن الذي لا تعرفه.. قصة قصيرة بقلم أ. محمد صباح الحواصلي/أيام كندية

تمسح بخار الماء من على زجاج النافذة وتنظر بعينيك الوسناوين اللتين تشبهان حبتي الكرز إلى الثلج الذي كان يهطل بسكون عذب. ثم تنظر إلى عيني أمك وكأنك تقول لها: "شكرا يا أمي الحبيبة لأنك أيقظتني لكي أرى الثلج."
    ترى أكنتَ تدري لِمَ أيقظتك أمك؟
    لقد رأت في وجهك ووجوه اخوتك، في ذلك الصباح الثلجي، بهاء الوطن وذاك الماضي الذي لن يعود. أنتم الآن كل ما تملك. أما الماضي فقد انطوى على نحو بشع للغاية.
    الحكاية طويلة وسيأتي يوم تتوسع فيه مدارككم وتعرفون فيه معنى الحرب والدمار. 
    أما الآن فما عليك إلا أن تتمتع بهطول الثلج المتأني الذي بدا وكأنه عازم على ألا يعكر صفو من يتأمله ويتمتع ببهائه.
    وعندما شرعت أمك تعزف على البيانو أسندت خدك الدافئ إلى زجاج النافذة وقد لذك برودته ورحت تصغي إلى معزوفتها المألوفة وقد حلقت عيناك مع ملايين نتف الثلج البيضاء بعيداً.. ربما في ذاك الوطن الذي لا تعرفه.☆
▪︎"تكوينات".. مجموعة قصصية
كتبها القاص الأستاذ محمد صباح الحواصلي/ أيام كندية، ونُشرت في ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠
 

مواضيع ذات صلة