عطسة إبليس بقلم الأديبة أمينة الزغبي

جلس فوق بساطه الأسود، يطير بسرعة البرق، ينظر للبلد المستقر في غيظ، اختارها، امرأة تبيع بعض الاسماك في السوق، حلق فوقها، اقترب، عطس في وجهها، سعلت، ترنحت، سقطت مغشيا عليها، تجمعوا حولها، حملوها للمشفي، تفحصها الطبيب في دهشة، أخذ مسحة من حلقها، اتسعت حدقة عينيه لغرابة الفيروس، بعد ساعات وصل المشفي كل من حملوها ملتهبي الجباه، مترنحين، انذرهم الطبيب بخطورة الفيروس الجديد ، لم يعروه انتباه، انتشر الفيروس في الصين انتشار النار في الهشيم، ترددت في الفضاء ضحكة ابليس، انتقل ببساطه إلي بلد آخر، كرر فعلته، نجح، أسرع يجوب البلاد، يعبر القارات، كلما ترددت ضحكاته في الفضاء، كلما تزايدت اعداد الوفيات، تساقط الكثير من الجيوش البيضاء، زاد الهلع، عم الحذر، اغلقت الجوامع، الكنائس، المدارس، الجامعات، دور السينما، التجمعات، عكف الأطباء و الباحثون علي اكتشاف العلاج في كل أنحاء البلاد، كلما فشلت محاولة، ترددت ضحكاته في فضاء الكون.. عاد يحلق فوق البلد الأول، اشتاط غيظا، أسرع للمشفي، لمحه الطبيب من خلف زجاج النافذة، جسد مجنح، رأس كروي ذو بروز فيروسية قميئة، أسرع يفتح النافذة، يشتبك معه في صراع، يرشه بمحاليل قاتلة، ترنح فوق رأسه، سقط فوقه، تحلل، تخلل سائله فاه الطبيب الفاغر، اشار الجميع مكممين على جسد الطبيب المسجي على الارض دون حراك قائلين بصوت كورسي: لقد مات! بينما كانت بائعة السمك تتماثل للشفاء.

مواضيع ذات صلة