عندما يتناقش الديوك.. بقلم معتز أبوكلام/أيام كندية

كثيراً ما يثار في بعض اللقاءات أو الحوارات عبر مجموعات السوشال ميديا، فكرة أو موضوع ما، سواء كان ذلك في مجال الطب أو الاقتصاد أو السياسة أو الدين..الخ، فما أن تُطرح فكرة أو رأي ما، حتى يتصدر أصحاب الإختصاص بالتنظير  وفرض الوصاية المعرفية أو "وصاية الفهمنة" على الآخرين. لكن الآخرين بالمقابل، وبإسم شعار حرية "الحكي" والتعبير يسارعون إلى الاعتراض سواء بعلم أو من غير علم، ثم تمتد السجالات والمناوشات الكلامية فيما بينهم وتبدأ نزعات الصد والرد والإفحام والإقحام، والجميع ينطلق طبعاً من مبدأ "التحضر وحرية التعبير"! وتحت شعار حرية التعبير لطالما سقط الكثير من اللياقة واللباقة ولطائف التعبير ليحل محلها استصغار وتقليل من قدر وشأن الآخرين. سلوك كهذا.. لا شك أنه سيكون فيما بعد سبباً لأن يفقد المتحاورون الكثير من الود والتسامح والصداقة فيما بينهم وسيسود تلك اللقاءات والمجموعات جواً من التوتر والاتقباض محل الراحة النفسية والبشاشة والتفاعل الإيجابي بين الأفراد. 
 
والمشكلة أنه في خضم الصد والرد والانتصار للذات وللرأي الشخصي، تضيع الفائدة بل وتصبح آخر هم المتجادلين.
هذه الحالة أشبه ما تكون بحالة  الديوك المتناوشة، حيث كل ديك بغريزته تجده فخوراً بالعرف المزروع في رأسه ويغتر بأن صوت صياحه هو الأعلى والأجمل والأقوى بين باقي الديوك..
 
وجهة نظري هنا.. أن أي حوار هادف بنّاء ينبغي أن يرتكز على مكونات رئيسية مثل: تواضع العارف، والاحترام المتبادل بين المتحاورين، وتقدير الخبرات المعرفية الموضوعية، والتحلي بالمرونة التحاورية وعدم المبالغة بالتشبث بالرأي وكل ذلك ينبغي أن يتجلى بثوب الكياسة ولطف العبارة، إذ أن أي انزلاقة كلامية مهما كانت بسيطة كفيلة بأن تشحن نفوس الكثيرين، وإذا ما شحنت الأنفس غابت العقول، وأصبح حال المتحاورين كحال محركات الكهرباء "الحامية"، تضوج ويتعالى ازيز مسنناتها وينخفض نتاجها وفاعليتها وتصبح مصدر ازعاج وخطر على من يحيط بها.
 
ويبقى خير مثال: إختلاف الرأي ينبغي أن لا يفسد للود قضية.
ملاحظة: تم ذكر الديوك من باب تشبيه الحالة فقط وليس للإساءة لأحد.. لا سمح الله
بقلم رئيس التحرير 
معتز أبوكلام 

مواضيع ذات صلة