شهر رمضان الكريم والصيام المتقطع! هل فعلاً يساعدان على إنقاص الوزن؟ بقلم ريتا صمؤيل

زادت في الآونة الأخيرة فكرة الصيام المتقطع Intermittent Fasting فما هو مفهومه؟ هل فعلاً يساعد على إنقاص الوزن؟ هل يشبه الصيام المتقطع الIntermittent Fasting الصيام في شهر رمضان؟ فإن كان كذلك، لماذا معظم الأشخاص يزيد وزنهم في شهر رمضان الكريم؟

Intermittent Fasting هو إحدى الصيحات للأنظمة الغذائية التي راودتنا في الآونة الأخيرة، له عدة أنواع أشهرها هي الصوم لمدة 16 ساعة وتناول الطعام في الساعات ال-8 الباقية. فمثلاً يمكن للأشخاص الذين يتبعون الصيام المتقطع تناول الطعام من الساعة ال-1 إلى الساعة 9 في كل يوم. بالتأكيد تراودكم بعد الأسئلة والاستفسارات عن أنواع الطعام التي يمكنكم تناولها خلال الساعات الثمانية، ولكن هذا النوع من الأنظمة لا يحدد أي نوع من أنواع الأطعمة المسموحة أو الممنوعة خلال اتباعه.

فإذاً! هل بالفعل تناول الشخص ما يريد من الأطعمة والمشروبات لمدة 8 ساعات سيساعده على التخلص من الوزن الزائد وإنقاص الدهون المتراكمة في الجسم؟ ولو كان كذلك لماذا معظم الأشخاص يزيد وزنهم في شهر رمضان الفضيل؟ إذ أن الصيام في رمضان يعتمد على الصيام لساعات طويلة وتناول ما لذ وطاب من الطعام خلال الساعات المسموح فيها بتناول الطعام (من الإفطار إلى السحور)!.

الصيام هو من العادات المتواجدة منذ القدم في تاريخ البشرية، يطبق كتمثيل ديني وروحاني في معظم الديانات كالمسيحية والإسلام واليهودية والبوذية. يساعد الصيام على رفع مناعة الجسم وتجديد نشاطه، يقلل من مستويات الدهون في الدم ويساعد على تخليص الجسم من السموم المتراكمة فيه. فكيف بإمكاننا اتباع الصيام بطريقة صحية ومتوازنة؟ العادات الغذائية الصحية المتوازنة تنص على تناول 3 وجبات أساسية في اليوم الواحد من النشويات، البروتينات والدهون الجيدة. كما على وجود وجبتين خفيفتين أو على الفاكهة. ولا ننسى شرب الماء لترطيب الجسم وتعويضه بالأملاح المعدنية التي يخسرها الجسم بارتفاع درجات الحرارة وبفترات الصوم الطويلة.

بإمكاننا فعل التالي بتناول 3 وجبات رئيسية في شهر رمضان، باعتبار السحور بمثابة وجبة الإفطار، والإفطار بمثابة وجبة الغذاء، وجبة بينهما تكون بمثابة وجبة العشاء.

السحور: من أهم الوجبات في شهر رمضان الفضيل، فهي التي ستعطي الجسم حاجاته الغذائية خلال ساعات الصيام.

* تناول وجبة متكاملة من النشويات البروتينات والدهون الجيدة لأنها تساعد الصائم على الشعور بالشبع لساعات أطول.

* تجنب الأطعمة المالحة كالزيتون والمعلبات بأنواعها لأنها ستزيد من لشعور بالعطش.

* شرب الماء على وجبة السحور (2 كوب).

الإفطار: لا يفضل التأخر بتناول الإفطار كي لا نزيد من انخفاض معدلات السكر بالدم (التي تنخفض خلال ساعات الصيام)، كما يفضل البدء بالتمر لرفع معدلات السكر بالدم وتهيئ المعدة لاستقبال الطعام. لا ننسى تناول الطعام بهدوء ووعي لأن الجسم يحتاج إلى 20 دقيقة لشعوره بالشبع.

* البدء بكوب من الماء.

* 1 تمرة تكفي لتعديل مستويات السكر (وللأشخاص اللذين يحاولون إنقاص وزنهم).

* تناول صحن من السلطة أو الشوربة.

* استراحة قبل تناول الطبق الرئيسي الذي يفضل أن يكون غني ومتنوع بالعناصر الأساسية.

عدة دراسات اثبتت أن الصيام يساعد على إنقاص الوزن إذا كان مترافقا' بنظام غذائي صحي متوازن ومدروس من قبل الاختصاصيين في هذا المجال، يقلل من خسارة الكتلة العضلية إذا كانت الوجبات المتبعة مناسبة لهذا الهدف، الحماية من مرض السكري بتقليل معدلات السكر بالدم وبمقاومة الأنسولين، تقليل معدلات الكوليسترول الضار بالجسم والحماية من أمراض القلب، كما أن بعد الدراسات اثبتت دور الصيام بإنقاص معدلات الالتهاب التي تؤدي إلى الأمراض المزمنة.

كل هذه الفوائد يمكن الحصول عليها إذا اتبع الصائم نظام غذائي متوازن لحاجات جسمه تحت إشراف اختصاصي التغذية والمعالجة الغذائية للحصول على الأهداف المرجوة وليعود علينا الصيام بشهر رمضان بالفائدة والصحة.

ريتا صموئيل ماجستير في التغذية والمعالجة الغذائية

Facebook: r.s_nutritionista Instagram: r.s_nutritionista Rita.n.samuel@hotmail.com

مواضيع ذات صلة