مُحدَثي الحرية في كندا بقلم معتز أبوكلام/ أيام كندية

..من آفات الحرية، أنها تفسح المجال لقليلي الترباية ليطفوا ويظهروا كما تطفوا القاذورات على أسطح المستنقعات. 
 
البعض من بني جلدتنا ومن بني جلود أخرى، بعد أن تحل بهم الرحال على الأراضي الكندية وبعد أن ينعموا بخيرات كندا ويتنفسوا نسائم الحرية في هذا البلد العظيم، الذي آواهم وأكرمهم، يباغتونك من حين لآخر بتعليقات مسمومة تبرز من هنا وهناك بالعربية أو الإنكليزية يندى لها الجبين وتشمئز منها النفوس الكرام.. ولم يسلم من أذاها حتى رئيس وزراء كندا، الرجل الذي لا يختلف على سمو أخلاقه ورقيه وتواضعه إلا حاقد تافه، يقدحونه بأبشع العبارات ويسيؤون لشخصه على الملئ دون أدنى خجل.. ولو رأيتهم في البلدان التي خرجوا منها، لوجدتهم جبناء خانعين، لا يجرؤن على الغلط بكلمة أمام عنصر مخابرات صغير.
 
لكن بمجرد أن تحط أقدامهم شطآن بلاد الحرية، تتكشف وجوههم ومعادنهم السيئة، وتبدأ ألسنتهم تتشدق بالحريات وبحق التعبير، وهم "لا يعرفون من العشق إلا كلمة وحشتني" ولا يفهمون أن حرية التعبير، إنما إلتزام ومسؤولية، لا وقاحة وقلة أدب.
 
نعم.. من حقك وحقي أن ننتقد ونعترض على تصرف أو سلوك لا يروق لنا، أو سياسات وقرارات لا نوافق على تبعاتها، لكن ليس من حقنا أن نتمادى على شخوص الآخرين، ونتعدى عليهم بكلام مهين سواء كان لهم صفة رسمية أو أشخاص عاديين. 
 
.. إلى الآن لم أستطع أن أستوعب مدى وقاحة وقلة وفاء هؤلاء، معظمهم تراه عطّال بطال، قاعد لا شغلة ولا عملة، ويتفلسف ويُنظّر ويدّعي الفهم بالسياسة، ثم يأتي ليكتب بلغة جوفاء متقعرة تشبه شكله، ويتطاول ويتمادى على الحكومة ورئيسها وعلى الناس عامة بدون خجل وبدون وجه حق.
 
شيئ مخجل فعلاً، وأتأسف لكندا لوجود أمثال هذه النفسيات المريضة اللئيمة عديمة الوفاء، سواءً كانوا عرب أو غير عرب.
وإنما ينطبق عليهم المثل الشائع:
"قاعد بحضنا، وعم ينتف بذقنا!"..
"إن أكرمت الكريم ملكته، وإن أكرمت اللئيم تمردا"
عيب..!! 
 
ختاماً، أتوجه إلى العقلاء لأقول: 
أولاً: أعتذر منكم عن الطريقة التي كتبت بها أنفاً، إذ يبدو لي، أن أولئك لا يفهمون إلا بتلك الطريقة.
 
ثانياً: أرجو أن لا يُفسر كلامي بأنني لا أقبل النقد، على العكس تماماً، بل أقبل الحوار والنّقد البنّاء أكثر من المديح المبالغ فيه، ولكن للنقد حدود، وللتعبير عن الرأي ضوابط وآداب وأصول متفق عليها لدى العقلاء.
 
وأما الشخصنة والشتائم والردح والنباح، ناهيك عن الأصوات الطائفية النشاذ، فمكانها حتماً سلة المهملات.
 
معتز أبوكلام
صاحب مؤسسة تعليمية 
رئيس تحرير مجلة وموقع أيام كندية 

مواضيع ذات صلة