يتجدد الموسم الرمضاني للمسلسل الدّرامي وتتجدد الهفوات

يتجدد الموسم الرمضاني للمسلسل الدّرامي وتتجدد الهفوات


دمشق - عامر فؤاد عامر


نأمُل في كلّ موسم رمضاني مشاهدة وجبة دسمة من الأعمال الدّراميّة السّوريّة، ونبقى على قياسنا لسنواتٍ حملت أهمّ المسلسلات، فحفرت للدّراما طريقها، وتنوّعِ طروحاتها، والتميّز على مستوى الوطن العربي، لكن في السنوات الأخيرة بتنا نراقب إخفاقات الدّراما الواحد تلو الآخر، وأصبحت مراقبتنا ليس لما سيُعرض ويُبث على الفضائيّات بل للعديد مما استجدّ من المسائل وأهمّها، هل استفدنا من عثرات المواسم السابقة في صناعة مسلسل اليوم؟ هل قدِرنا على إيجاد الحلول التي أعاقت سير العمليّة الإنتاجية، ولماذا لا نسعى إليها بجدّيّة؟ وهل بقي الممثل، والمخرج، والكادر الفنّي على رغبة في الرّحيل من الأرض الأمّ إلى أرض الجوار وغيرها لضمان مستوى جيّد له في الحضور، والأجر، وغيرها من الإغراءات؟
نشاهد في هذا الموسم كمّاً لا بأس به من حيث العدد، لكن من حيث التنوّع يبدو أن الأمر على خلافه، وقد بات ملاحظاً أنه من بين الأعمال الجاهزة للعرض لا يوجد أيّ عمل كوميدي في هذا الموسم.
أيضاً قد نرى ستّة إلى سبعة أعمال من صنف البيئة الشاميّة، وغالبيتها على أغلاط المواسم السابقة في تصديرها للبيئة الدّمشقيّة، فباتت تساهم بشكلٍ أو بآخر في تشويه الميراث والصّورة التّاريخيّة، إلا أن هناك من يَعِدّ بصحوةً جديدة ستكون في أحد أعمال هذا الصنف الدّرامي قد يعيد الأمور لميزانها الصحيح.
من الملاحظات على هذا الموسم أيضاً، أن أعمال البيئة المشتركة لها حصّة بارزة، لكن وبحسب ما صُدّر إلينا من معلوماتٍ ومتابعات لشكل الإعلانات ومضمونها؛ يبدو أنّها تدور في فلك جذب المتلقي العربي وتسليته، ومن دون الدّفاع عن فكرة مهمّة ومضمون جيّد.
يخلو الموسم هذه المرّة أيضاً من سيناريو اعتمد على رواية، على الرغم من أن هذا الاعتماد يُمكّن العمل من قوّته أكثر، وحتى الإنتاجات العالميّة تلجأ لهذه الفكرة لدعم قوّة السيناريو الذي تقرّر تبنيه.
لدينا من موقعٍ آخر عملٌ بدويّ سيعرض بين الأعمال، وقد غابت ادّراما هذا الصنف عن دوريّة العرض الرمضاني منذ أكثر من عشرة سنوات، كما أن الممثل السوري ما يزال من عناصر الجذب في أعمال الدّراما المشتركة، سواء في لبنان أو مصر أو الخليج، ونجد أيضاً أن الفضائيّات زادت في استقبالها للمسلسل السوري خلافاً لما كان في السنوات السابقة، وكذلك نرى فقط عمل وحيد بجزءٍ ثانٍ حقق شيئاً من الحضور في الموسم الرمضاني السابق.
يبدو أن من أبرز أعمال البيئة الشاميّة هذا الموسم سيكون مسلسل "الكندوش" من تأليف الفنان القدير حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسين، وكذلك مسلسل "حارة القبّة" للمؤلف أسامة كوكش والمخرجة رشا شربتجي، ويتصدّر هذان العملان قائمة أعمال البيئة الشّاميّة من حيث أسماء النجوم المشاركة فيه، والنص، والإخراج، أمّا ما تبقى من أعمال البيئة فسنتحدّث عنها لاحقاً، وسنرى إن كانت ستحقق حضوراً وتميّزاً.
العديد من الأعمال سيكون لها مساحتها من العرض، وسيتابع المتلقي جزءاً منها في أهمّ الفضائيّات العربيّة، ولدينا "بعد عدّة سنوات" تأليف بشار جنيد، وإخراج عزام فوق العادة، و"ضيوف على الحبّ" لسامر إسماعيل وفهد ميري، و"دفا" لبسام مخلوف وسامي جنادي، وجميعها من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، والمسلسل البدوي "صقّار" لدعد ألكسان وشعلان الدباس، و"على صفيح ساخن" لعلي وجيه ويامن الحجلي في التأليف وسيف سبيعي في الإخراج، و"خريف العشاق" لديانا جبور وجود سعيد، ولا بدّ من الإشارة إلى أن إطلاق الأحكام قبل المتابعة هي من أكثر الأخطاء الشائعة، وحتى بعد عددٍ من الحلقات لا يمكننا أخذ تصوّرٍ كاملٍ عن العمل، لذلك سنتناول بعض من هذه الأعمال بعد فترة العرض.
أيضاً تابعنا عدّة مقاطع إعلانيّة "برومويات" للأعمال المشتركة، نذكر منها: "350 غرام" تأليف ناديا الأحمر وإخراج محمد لطفي، و"2020" نص بلال شحادات ونادين جابر وإخراج فيليب أسمر، و"للموت" لنادين جابر وفيليب أسمر، و"زوج تحت الإقامة الجبرية" لزهير قنوع وفؤاد يمّين، والإخراج لنبيل لبّس، وغيرها من الأعمال التي سنتناول في فترة ما بعد العرض الأكثر تميّزاً من بينها.
تستمر الملاحظات بالمراقبة، وتبيان العدد، والنوع، لما سيعرض في هذا الموسم، لكن لن نتمكن من استكمال الأجوبة، لا سيّما التي ذكرنا جزءاً منها في المقدمة، إلا بعد المتابعة وتشريح المادّة الدّرامية التي باتت جاهزة الطرح للمتلقي قريباً.

 

مواضيع ذات صلة